حكم رفع اليد في الدعاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكم رفع اليد في الدعاء

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

اختلف الناس في حكم رفع اليد في الدعاء فنحاول في هذه السطور القليلة أن نأصِّل هذه المسألة

نقول : أولاً :

أن رفع اليد مستحب في الدعاء عموماً إلا ما ثبت أن النبي دعا فيه ولم يرفع اليد

ورفع اليد من الأدب مع الله ومن أسباب إجابة الدعاء ومن علامات الإنكسار والمذلة بين يدي الله الملك

وعلامة على التضرع والحاجة

قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : { إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً } .


صحيح سنن أبو داود

وأيضاً روى مسلم فى صحيحه أنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : { أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ

يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ

وَقَالَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ

ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ } .

ففي هذه الأحاديث نرى أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ذكر رفع اليد في عموم الدعاء

وقال ابن عثيمين رحمه الله : أن رفع اليد في الدعاء له أربعة أحوال :

1- ما ثبت أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) دعا فيه ورفع يده فيشرع رفع اليدين فيه وذلك مثل :

( الدعاء خارج الصلاة والدعاء عند الصفا والمروة وفي موقف عرفة والمزدلفة والجمرات ) .

2- ما ثبت أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) دعا فيه ولم يرفع يده

( مثل الدعاء على المنبر في خطبة الجمعة ) .

3- الدعاء في الصلاة مثل دعاء الاستفتاح وبين السجدتين لم يثبت فيه رفع يد ولكن ثبت أنه رفع يديه في القنوت في النوازل وفي القنوت في الوتر .

4- مالم يظهر فيه الرفع ولا عدم الرفع يبقى على الأصل وهو رفع اليد مثل الدعاء بعد الأذان .



ثانياً - ما يخص صلاة الجمعة :

بالنسبة للإمام نرى بعض الأئمة يرفعون أيديهم في الدعاء فوق المنبر ويدعون في جلسة الإستراحة بين الخطبتين ويرفعون اليد

وهذا يخالف ما صح عن النبى ( صلى الله عليه وسلم )

فعن ابن عمر أنه قال : كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يخطب خطبتين كان يجلس اذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب ثم يجلس لا فلا يتكلم ثم يقوم فيخطب .
صحيح سنن أبو داود

فلم يثبت أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) رفع يديه ودعا في جلسة الإستراحة

أما رفع اليد في الدعاء فوق المنبر قبل الصلاة فحكمه الآتي :

عن هشيم ابن بشير أخبرنا حصين بن عبد الرحمن ان عمارة بن رويبة رأى بشر ابن مروان يخطب فرفع يديه في الدعاء فقال عمارة : قبح الله هاتين اليدين القصيرتين لقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما يزيد على أن يقول هكذا واشار هشيم بالسبابة .
صحيح الترمذي وأبو داود



أما من قال أن ابن رويبة رأى بشر وهو يحرك يده أثناء الخطبة فقد أبعد النجعة لأن الأمر واضح لأن عمران ابن حصين قال : راى عمارة ابن رويبة بشر ابن مروان وهو يرفع يديه في الدعاء يوم الجمعة فالأمر واضح .

ومن قال : أن بعض الصحابة قد يكون رأى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) رفع يديه في الدعاء فهذا كلام لم يثبت .

وبالتالي : فلا يجوز للإمام أن يرفع يديه في الدعاء لا في جلسة الإستراحة ولا في الدعاء قبل الصلاة .

أما بالنسبة للمأمومين :

فالراجح عدم رفع اليد لأن هذا لم ينقل عن احد من الصحابة أنه رفع يديه في الدعاء .

وما جاء من مسح الوجه باليد بعد الدعاء فهذا أيضاً من الأخطاء لأن ما جاء في مسح الوجه بعد الدعاء حديث ضعيف

حديث عمر كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إذا رفع يديه في الدعاء لا يحطهما حتى يمسح بهما وجهه رواه الترمذي ضعيف

والله أعلم .