أخي الحبيب :يجمعني بك رباط أخوة يلبسنا بها كتاب ربنا الكريم ( إنما المؤمنون إخوة ) – المؤمنون -
يجمعنا بك نسب عريق فأنت يا أخي ابن الخالد وحفيد لمعاذ وذو رباط بسلمان أنت الذي يجلك ربك بقوله ( ولقد كرمنا بنى آدم ) – الإسراء
فعشت بهذا التكريم أسمى مخلوق على وجه البسيطة أنت الذي تدخل في زمام أمة عاشت كل معاني التكريم في قول ربها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس) – آل عمران
وحديث رسولنا : ( أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة ) وكل هذا لك أنت لأنك فتى الإسلام وشريانه الحيوي ، أو يحق لك اليوم أن تنسى مل هذه المعالم ولا تعطيها قدرها المرموق ، أين أنت يا أخي عن بيوت الله ؟ كم صلت جمع المسلمين من صلاة أو لم ترهم راكعين ساجدين ، أين أنت يا أخي عن هذه الجموع أين أنت عن القارين والتالين ، بل أين أنت عن سماع الآذان الذي يتردد في أنحاء قريتنا الحبيبة ، أو تصر يا أخي أن تكون نشازا ضد هذا الكون كله ، مصداقا لقول ربك ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ) – الحج : 18-
أين أنت يا أخي من سجود الشجر والدواب ، أو تحب يا أخي أن يغلبك وينتصر عليك يا أخي حيوان أو جماد ؟ فيخر ساجدا لله طائعاً له ملبيا لندائه ، وأنت تأبى ذلك كله فوا عتبى عليك يا فتى الإسلام .
أخي الحبيب :تلفت عند تأخرك عن أداء الصلاة من هم أقرانك ؟ من هم الذين يعيشون سمات التخلف ؟ إن لم يكن الشاذين من الناس ، فهم فئة غلبهم الشيطان ، وانتصرت عليهم شهواتهم وأنستهم أهوائهم حق خالقهم ومولاهم ، أ فيسرك أن تكون جليس هؤلاء وتترك ثلل العابدين الطائعين ؟
أخي الحبيب :قف مع نفسك لحظات وأن تسمع صوت المؤذن – اله أكبر – قدر معنى هذه الكلمة أعطها حقها من الرعاية أ فيسرك أن تكون هذه الكلمة أهون شي عندك ؟ أ فتنسى كل معالم الربوبية ؟
أ فيعجبك أن يردد المؤذن – الله أكبر- وأنت تلوى عنقك عن سماعه ؟ أو ما سألت نفسك لماذا الأمة كلها تستجيب لهذا النداء وأنت الوحيد الذي تكابر ؟ أ فتعاند من خلقك أتجابه من رباك عد لنفسك ذكرها من الذي رباك ؟ من الذي خلقك فسواك ؟ من الذي أمدك بالنعم ؟ من الذي جعلك مخلوقا كريما في أعلى معاني الكرامة ؟ أ فتسنى ذلك كله ؟ لا يا فتى الإسلام فليس ذلك من خلق الكرماء .
أخي الحبيب :أو نسيت حديث القرآن ( أفامن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون (97) أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون (98) أ فأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) – الأعراف: 97 ، 98 99 - .
أخي الحبيب :أو لا تريد الجنة ( فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) أو لا تخاف من النار ( يوم نقول لجنهم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) – ق : 30 – أو لا تخشى لقاء الله : ( إنّ ربك لبالمرصاد ) – الفجر14 –
أخي الحبيب :الأمل يحدوك إلى التزام المنهج الحق والسير مع الرفقة الصالحة ، فهيا نأخذ بيد بعض إلى أبواب المسجد ، فنغسل كل خطيئة ونلج الى أبواب الرحمن ، وحينها تكتب في عداد الطائعين الصالحين .
أخي الحبيب :كلى أمل بعد رسالتي هذه أن تكتحل عيني برؤيتك بين صفوف المسلمين في بيوت الله عز وجل فذلك كل ما أتمنى . ،،،،، الصلاة .. الصلاة
صلة و لقاء ، و تعبد ووفاء ، بين العبد في الأرض و الرب في السماء ، فهي عند الصالحين الطريق لرفع البلاء و إجابة الدعاء ، وهي قرة عيون الموحدين ، و لذة أرواح المحبين ، فيها يتقلبون في النعيم ، و يتقربون إلى الحليم الكريم . - فرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء ولا خلاف في ذلك. والصلاة هي فريضة قائمة وشريعة ثابتة عرفت فريضتها بالكتاب وهو قوله تعالى {وَأقِيمُوا الصَّلاةَ} وقوله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الوُسْطَى}
فإنه يدل على قريضتها وعلى كونها خمساً لأنه أمر بحفظ جميع الصلوات وعطف عليها الصلاة الوسطى وأقل جمع يتصور معه وسطى هوالأربع. وبالنسبة قوله عليه الصلاة والسلام "أن اللّه فرض على كل مسلم ومسلمة في كل يوم وليلة خمس صلوات".
جاء في رسالة الصلاة لابن سينا إن الصلاة تشبه النفس الأنساني الناطق بالأجرام الفلكية والتعبد الدائم للحق طلباً للثواب السرمدي.
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم (الصلاة عماد الدين) والدين هو تصفية النفس الأنساني عن الكدورات الشيطانية والهواجس البشرية والأعراض عن الأغراض الدنيوية الدنية.
والصلاة هي التعبد للعلة الأولى والمعبود الأعظم الأعلى، فعلى هذا لا يحتاج إلى تأويل قوله تعالى { وَمَا خَلَقْتث الْجِنَّ وَالْإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبدُونِ } بيعرفون لأن العبادة هي المعرفة أي عرفان وامجب الوجود وعلمه بالسر الصافي والقلب النقي والنفس الفارغة.
فإذاً حقيقة الصلاة علم اللّه سبحانه وتعالى بوحدانيته ووجوب وجوده وتنزيه ذاته وتقديشس صفاته في سوانح الأخلاص في صلاته، وأعني بالإخلاص أن تعلم صفات اللّه بوجه لا يبقى للكثرة فيه مشرع ولا للإضافة فيه منزع. فمن فعل هذا فقد أخلص وصلى وما ضل وما غوى ومن لم يفعل فقد افترى وكذب وعصى. واللّه أجل وأعلى وأعز من ذلك وأقوى اهـ.
قال صلى اللّه عليه وسلم (لاإيمان لمن لا صلاة له ولا إيمان لمن لا أمانة له) وقال (صلوا كما رأيتموني أصلي).
وقال تعالى {إنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْر اللّه أكْبَرُ وَاللّه يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.
جزاكم الله خير اً .. تقبل تحياتى .. الفقير الى الله