يقول تعالى: ﴿ وإنك لعلى خلق عظيم﴾
.
... أما بعد!
اقرأ اخي كل هذه الأخلاق عل تسيل دموعك، اقرأ كل هذه الخصال عل يهتز كيانك، اقرأ كل هذه الصفات عل يرق قلبك، من اقرأ كل هذه الأفعال عل يلتاع فؤادك؟ من يملك عواطفه وأحاسيسه ومشاعره أمام نبله وكرمه وشهامته وتواضعه ورحمته ورقته وحنانه...؟ من منا يطالع سيرته وأخلاقه ثم لا ينفجر باكيا ويقول: ما أعظمك يا سيدي يا رسول الله؟.
فما أجمل أن نحيي هذه السيرة العطرة وأن نتخلق بهذه الأخلاق العظيمة فأولى الناس به صلى الله عليه وسلم أحفظهم لحقها وأدومهم للعمل بها، سئل عليه الصلاة والسلام عن أقرب الناس منه مجلسا يوم القيامة فقال: "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويألفون" .
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة يوم القيامة فقال: "تقوى الله وحسن الخلق" ، وسئل عن أعظم شيء وأثقل شيء في الميزان فقال: "تقوى الله وحسن الخلق" ولا يزال الإنسان حسَن الخلق حتى يجعله الله طيب الذكر في الأرض والسماء
اما الان فقد:
كان خلقه صلى الله عليه وسلم عظيما حينما كان أكمل الناس أدبا مع الله وأشدهم خشية لله، قال صلى الله عليه وسلم: "إني لأخشاكم لله وأتقاكم له" .
قام الليل حتى تورمت قدماه من القيام وصام النهار فما مل ولا سئم بل واصل الصيام، كمل أدبه مع الله عز وجل فزينه بأفضل الشمائل والخصال فكان إماما في الأخلاق، قال عنه أنس رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا"، وقالت عنه صفية بنت حيي: "ما رأيت أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
كان خلقه صلى الله عليه وسلم عظيما حينما كان دائم البشر طليق الوجه بالسرور، قال جرير بن عبد الله: "ما لقيت النبي صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي".
كان خلقه صلى الله عليه وسلم عظيما حينما كان إمام الرحماء يرق للضعيف ويحن على المسكين ويعطف على الخلق أجمعين، يرحم الصغير والكبير والقريب والبعيد والمسلم وغير المسلم، جاءه أعرابي فرآه يقبل حفيده الحسن بن علي رضي الله
عنه، فتعجب الأعرابي وقال: "تقبلون صبيانكم؟ فما نقبلهم" فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم: "نزع الله من قلبك الرحمة".
فاللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المومنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك، عدد ما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يا رب العالمين... اللهم آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد